فبسلام يشرح قلبك ، وبرحمة يشملك ، و وببركة يفسح ويمد في قبرك ، ويرطب لسانك ، ويسترك تحت الأرض ويوم
العرض ، ويسهل بها حسابك يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أيها البطل الصنديد ، والفارس المغوار ، ما أحوجنا في بني وليد اليوم إلى
الاقتداء بك ، وبأمثالك من الأبطال الذين دخلوا تاريخ الجهاد والاستشهاد من أوسع أبوابه
، الذي نحن في أمس الحاجة ــ كما يقول
الأستاذ السبع ــ لتمثله وتذوقه
والاستفادة منه ، ليكون كفاحنا ونضالنا الحاضر امتداداً لسلسلة كفاح عريق أصيل يغذي تطلعنا إلى المجد
ويقوي عقيدتنا في النصر .
تمر الأيام والسنين ، وتمر بنا ذكرى استشهادك يا شهيد الكلمة الصادقة
، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى المصالحة، والوقوف صفاً واحداً
أمام أعداء الوطن، الذين واَلوُ اليهود والنصارى ومكنوهم من زمام أمر ليبيا، حتى
غدت دمارا وخرابا، بعدما كانت في مصاف البلدان النامية .
تمر الأيام والسنين وقد تركت
بني وليد تحت القصف العشوائي لصواريخ جرادان الناتو ومدافعهم ، تركتها وقد هُجر سكانها عنوة ، وخطف رجالها
البواسل ، بعضهم غيب حتى يومنا هذا ، والبعض الآخر نقل مصفداً إلى معتقلات الناتو بطمينة ، والكلية الجوية ، والسكت ،
واللجنة الأمنية ، وماجر ، والنواصي ، والرويمي ، وابوسليم ، والقاسي ، و تاجوراء
، وقلعة مسلاته ، وسلع الزاوية ، بل بعضهم
نقل إلى أبو هديمة ، و7 ابريل ببنغازي المنكوبة ، ونهبت ممتلكاتها ، وأحرقت
مساكنها ، وشردت وقتلت حيواناتها، و لكن ها هي اليوم بني وليد باقية صلبة قوية رغم
الكارثة ، ثابتة على ما تعاهدتم عليه يا شيخ الشهداء .
تمر الأيام والسنين وقد آل مصير بلادك إلى عملاء الناتو ، عملاء قطر
الماكرة ، وتركيا الحاسدة ، والإمارات الحاقدة ، وارتبط مصير ليبيا العزيزة بصراعات
مصطنعة ، وحروب مفتعلة أداتها الجبناء عملاء الاستعمار، ووقودها الأبرياء من شباب
الوطن ، حتى أصبحت رهينة لحكم زمرة فاسدة من قطاع الطرق، وتجار الحروب متعاطي المخدرات
، عصابات ديدنها القضاء على الشرفاء من رجالها، ولبيع الأرض والعرض، وتدمير
مؤسساتها ، وممتلكاتها ، ونهب أموالها وأرصدتها داخليا وخارجيا، وجمع المال بشتى
الطرق والوسائل ، حتى أصبح المواطن في وطنه ينام على الغريب ويستيقظ على العجيب ،
مصداقا لقول الشاعرلحلافي في قصيدته (أحوال حايلة ):
أحوال
حايلة بين المنام وطيبه أحوال جبدهن للناس فيه الغيبة
أحوال يكـــــــــــــدن أحوال بالغرايب كل يوم يجدن
أحوال كل
باب وكل فجوة ســــدن مفيت
مــــا يحن الله عالم غيبة
لرانب
ايديهن للجوارح مدن وجا
السبع للقطوس يستذري به
عليه
الثعالب صايلات تعدن
بقي بينهن مذلول مــا له هيبة
وكانن ان
تاوق من بعيد يردن
مغير زومته تربي عليه الريبة
تمر الأيام والسنين وتذكرك بني وليد العز والكرم ، وتتذكر كلماتك ،
ومواقفك الشجاعة ، وإيمانك بوطنك ليبيا ، وببني وليد قرة عينك ومهجة قلبك .
تمر الأيام والسنين ، ويبقى الخزي والعار ولعنة التاريخ تلاحق المجرم
العميل محمد المقريف (صاحب حملة الخير) ، و المجرم صلاح المارغني ، وصلاح البركي .
وقتلة سرايا الموت ، كلاب الأعور الدجال الغرياني ، وسليل الخيانة الصلابي ، والعميل السويحلي ، والمسعور بادي ،
وخفافيش النواصي ، هولاء الذين ما تزال آثار جرائمهم وأعمالهم الخسيسة واضحةً للعيان في وادي بني وليد ، وتما سلة ،
والمعمورة ، وقر قلي ، ودينار ، وفدراج ، وايليس ، والمردوم . وسوف الجين ،
وتنيناي
تمر الأيام والسنين وروحك الزكية تطارد مجرمي القرار المشئووم رقم (7
) أينما وجدوا وحيثما حلوا ، وتقول لهم : أين المفر من روح بريئة أزهقتموها ، ودم
زكي سفكتموه ، ومواطن حر أودعتموه سجونكم الظلامية ، ومن شجرة طيبة مباركة أصلها ثابت اقتلعتموها برعونتكم
، ومن حيوان أبكم قتلتموه بجبنكم ، أين
المفر أيها المجرمون الحاقدون ، يا أتباع أبو ريشة ، وأبو طقطاقة ، وأبو سنقي ، يا
أتباع شالوم ، أين المفر من ثأر متجددٍ مع الأيام والسنين ، بل مع الساعات
والدقائق بل مع الثواني ، ثأر لاينام أهله . سيلاحقكم داخليا وخارجيا ، فوق الأرض
، وتحت الأرض ، والى يوم العرض إن شاء الله
تمر الأيام والسنين ويتضح الحق ويحصحص ، ويزهق الباطل يوماً بعد يوم ،
رغم القتل ، والتعذيب ، والتهجير ، والخراب ، والدمار الذي ألحقة جرذان الناتو بوطنك العزيز ، وتتضح معه معالم
الوطن وحدوده ، وينجلي الليل ، فيعرف العدو من الصديق ، والخائن العميل من الوطني
الصالح .
تمر الأيام والسنين ويعرف الخونة جردان الناتو وعملاء الصهيونية الذين
أجرموا وعاثوا في الأرض فساداً بسمائهم ، وسيجرهم الشعب الليبي الأبي في يوم قريب انشاء الله من نواصيهم إلى جهنم
وبئس المصر .
تمر الأيام والسنين ، وقد فقدنا جداً طيباً ، وأباً عطوفاً ، وأخاً حنوناً
، وعماً مقدام ، ورفيقاً مخلصاً ، وصديقاً وفياً ، وجاراً محباً ونحن دائما في
ذكراك ، ذكرى ايثارك ومحانسك ، وذكرى أحاديثك في المساجد ، وفي المناسبات العامة ،
التي كلها نصائح ، وعظات ، واعتبار ، فلن ننساك ماحيينا ، كيف ننساك وأنت الذي
زرعت فينا الأمل ؟ وحب الوطن ، والتضحية في سبيله ، لذلك . فلا نقول إلا ما يرضي
الله سبحانه وتعالى وما يرضي رسوله صلى الله عليه وسلم .
وكما يقول الشاعر العبار :
رفيق بالمودة
ودني وديته رفيق بالقلوب مورفيق بالجيب
تلقاه ديما وين ما حطيته بعيد النظر والصايبات يصيب
الفاهق اللي ياصاحبي حليته نحل ع القريب وطال في الصاحيب
وكسر اشظايا نين
عظمة ريته طالق مـــــــــــــع وسط الفواد
لهيب
وما من
إلي عزى ونا عزيته عزيت ونتعزى فــــــــي رفيق حبيب
ولكن اللي رادة الله رضيته ورد القضا واعــــر
صحيح صعيب
تمر الأيام والسنون واسمك يذكر ويذكر معه الشموخ والإباء والكبرياء ،
ويذكر وتذكر معه التضحية والفداء
تمر الأيام والسنون ونقول لك أيها الشهيد الصائم : نم قرير العين أيها
الشهيد ، نم وأنت متأكد من أنك تركت جيلا لا ولن يرضى بالذل والمهانة مهما طال
الزمن ، وسترجع ليبيا عزيزة أبية حرة كريمة ، ترفرف عليها راية الحرية والعدالة
والمساواة رغم كيد الكائدين .وتكون قرة عينك بني وليد ، بعونه تعالى ، في مقدمة الركب ، رافعة الرأس ، وحاملة
لواء التحرير .
وفقنا ووفقكم الله لما فيه الخير
ورحم شهيدنا رحمة واسعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصورة تجمع الشهيد مع : المرحوم محمد عبد المجيد ، وعلى الأحول
،والطاهر
قريرة ، والمرحوم الزورق الدعيكي , اخدت على فوارزمزم 1974/ 1975م
الصورة تجمع الشهيد مع : زملائه بدورة التزييف والتزوير بالقاهرة
1973/1974م
اخدت على قناة السويس بعد الحرب
الصورة : اخدت في احد الاحتفالات إمام مبني البلدية سابقا ويتضح فيها
الشهيد ، والمرحوم جفارة بزية العسكري ، والمرحوم الشاعر مصباح اللفع ، والأستاذ
خليفة كرير ، والمرحوم مهاجر سباقة ، والأستاذ سالم زقيه ، والأخ صالح الحداد ،
والمرحوم أوحيدة الصقر وغيرهم من أبناء بني وليد
بقلم أخ الشهيد