الشيخ محمد بن امحمد الجدي المشهور اختصارا بامحمد الجدي
ولد بين سنتي 1835و 1840 و توفي على الأرجح سنة 1932 ، كان مولده في مدينة بني وليد من أب لقبيلة الرزقة المطارفة و أم من قبيلة المناصير ، كانت له تجارة عظيمة بين أفريقيا جنوب الصحراء و طرابلس مرورا ببني وليد و قد كان من أعيان قبيلة ورفلة و من اصحاب الرأي و المشورة فيها ، عاش جزءا من حياته في طرابلس بالمدينة القديمة حيث تزوج من فتاة طرابلسة و استقر به
المقام في طرابلس و كان من المقربين لدى الباشا التركي في السراي ، عند دخول الطليان الي طرابلس عينوه قائم مقام في بني وليد فتحجج بالمرض إلى أن تمكن من تصفية تجارته و الهرب و بقى متخفيا في بني وليد حتى سنة 1915 ، جمعته بالمجاهد عبد النبي بالخير صداقة قوية رغم اختلافهما في الرأي و خصوصاً بشأن صلح سواني بن يادم حيث كان للشيخ رأيه في ضرورة حضور الصلح لمعرفة ما يجري دون الإلتزام به ولارفض المجاهد بالخير أي تمثيل لورفلة في الصلح ولالكن الشيخ أصر علي الحضور ما حدى ببلخير إلى وضعه رهن الإقامة الجبرية في منزله إلى أن توسط له أعيان قبائل السبائع ، ولاقد عين المجاهد عبد النبي بالخير إبنه المهدي قائداً للخيالة في جيشه ولالكنهما اختلفا أيضاً بسبب تافه و هو إصرار بالخير علي ضرورة أن يلبس الجنود اللباس الخاص بالجيش و إصرار المهدي الجدي علي اللباس العربي ، تزوج الشيخ امحمد من السيدة فاطمة ابوخنجر أحد سيدات عصرها حسبا و نسبا و جمالا و كان من عادة الناس أن يلقبوا بناتهم بألقاب معينة خوف الحسد و العين فلقبت السيدة فاطمة بالبقرة و اشتهرت به و كانت علي جانب كبير من الحكمة و المعرفة و الثقافة أيضاً و كانت لها علاقات وطيدة بنساء القصر التركي في ذلك الوقت و هي من ترعرعت في بيت علم و معرفه و هي أخت الشيخ العلامة المجاهد سيدي العيساوي ابوخنجر ، أنجبت ابنين هما المهدي و المدني ، و كان الشيخ امحمد الجدي من اتباع الطريقة المدنية و من المتأثرين بالحركة السنوسية و من المنادين بدولة الخلافة العثمانية ، كان رحمه الله شديد الذكاء واسع الحيلة له مواقف و قصص تروى في هذا المجال كما أنه واسع الصدر طلق اليد كريما حد الكرم يجود بماله دون حساب و يقال بأنه عند هربه من طرابلس اعترضه قاطع طريق فاتفق معه علي التوبة مقابل نصف ماله و هذا ما حدث فاصبح قاطع الطريق أحد سادة قومه المشار لهم بالبنان ، عقب دخول الطليان إلى بني وليد هرب مع قبيلته إلى وادي سوف الجين و حيث أنهم أخذوا على حين غرة فلم يتمكنوا من إعداد مرحول يمكنهم من قطع الصحراء فبقوا في سوف الجين إلى أن ساءت حالهم فقرر الشيخ العودة إلى بني وليد سعيا للعفو عن قبيلته كونه و ولده من المطلوبون لدى الطليان و عندما عاد قرر الطليان إعدامه غير أن أحد المتعاونين معهم ممن كانت للشيخ يد بيضاء عليه أشار على الطليان بالعفو عنه و عن قبيلته لأن قتل شيخ من الأعيان سيؤدي بالناس إلي كره العودة الي بني وليد و لكن العفو سيرغبهم في العودة و قد أشار عليهم أيضاً بتنصيبه قائم مقام من جديد و قد اعتذر الشيخ مجددا بحجة كبر السن ، فعين ابنه المدني في وظيفة كاتب الشؤون العربية كونه كان يجيد الإيطالية كتابة و محادثة حيث درسها في المدارس الإيطالية بطرابلس ، لم يبق من تراث الشيخ امحمد شيء يذكر فقد أحرقت نساء بيت الجدي كل أوراقه قبيل احد المداهمات التي قام بها الإنجليز لبيت ابنه المدني كما أن أملاكه في طرابلس تعرضت للمصادرة أكثر من مرة آخرها في السبعينيات حين تم مسح منزله و دكاكينه في شارع الوادي و ميزران لإقامة موقف للسيارات و كذلك تم مسح منزله و عدد إثنى عشر متجراً بالمدينة القديمة في بني وليد و التي كانت خلف القلعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق